-A +A
واس ـ الرياض
رفض المدير العام لمؤسسة عكاظ للصحافة والنشر وليد بن جميل قطان تخوف رواد صناعة الإعلام من تأثير الصحيفة الإلكترونية على الصحيفة الورقية، مؤكدا أن خدمة الإنترنت قلصت النفقات، وساهمت في نجاح صحيفة عكاظ.
وقال قطان: إن «عكاظ» درست هذا التخوف، وتبين لها أن مجابهة الإنترنت بالانحسار والتخوف لن تحقق أية قيمة، لذلك بدأت تخطط لاستثمار هذه التقنية بأشكال أخرى، منها نشر محتوى الإصدارات عبر الإنترنت بعد أن تعاقدت مع شركة رائدة في برمجيات الإنترنت، وقدمت نسخة من الصحيفة على الإنترنت بلغة XML وهي لغة ترميز البيانات؛ وهو نظام عالمي وقياسي ومتوافق مع قواعد بيانات إدارة المحتوى، وترسخت جملة من النتائج بعد السنة الأولى من تجربة النشر عبر الإنترنت، منها زيادة عدد قراء إصدارات المؤسسة وصحيفة «عكاظ»، وانعكس ذلك من خلال الاستبانات التي كانت «عكاظ» تقدمها بين الحين والآخر للوقوف على مستوى التوزيع والمزايا.

تسخير التقنية
وسخرت مؤسسة عكاظ للصحافة والنشر التطورات الحديثة في أنظمة الحاسب الآلي والشبكة المعلوماتية «الإنترنت» لخدمة النشر الصحافي الورقي والإلكتروني، فطورت الميكنة الشاملة لجميع مراحل العمل الصحافي، وجعلت كل محرر عبارة عن محطة بث واستقبال في الوقت نفسه مجهزا بجميع الأدوات المهنية. واستخدمت وسائل الاتصال الأكثر تطورا مثل خدمة الـ MMS التي أتاحت استثمار التطور التقني في الميكنة الشاملة لمختلف مراحل العمل الصحافي.
مراحل الانتاج
وتحدث قطان عن مراحل الطباعة في المؤسسة من الطباعة التقليدية وصولا إلى الطباعة الإلكترونية، وأوضح بمناسبة المؤتمر الدولي الأول «مستقبل النشر الصحافي» الذي تنظمه وزارة الثقافة والإعلام بالتنسيق مع منظمة إفرا العالمية الإثنين والثلاثاء في مركز الملك فهد الثقافي في الرياض، أنه مع بداية تأسيس صحيفة «عكاظ» كانت معظم مراحل الإنتاج تعتمد على الأساليب التقليدية أو اليدوية، منها: الاعتماد على ممتهني الخط اليدوي لكتابة المانشيتات، والاعتماد على أحرف الرصاص، والأدوات المنتجة اليدوية لبناء شكل الصفحات نحو المقص والمشرط والمواد اللاصقة، وأجهزة تصوير متواضعة لتصوير الصفحات الورقية وتحويلها إلى أجسام قابلة للطباعة في ماكنات الطبع التقليدية، مبينا أن تلك النقاط كانت تشكل عائقا أمام تعديل وتحديث المواد الصحافية.
وقال «إن أي تغيير يتطلب دورة طويلة من الإجراءات والخطوات، وربما لن يحالفك الحظ لتوزع صحيفتك، ناهيك عن التكلفة الباهظة لإجراء أي تعديل».
عصر جديد
وأكد قطان أنه مع بداية الاعتماد على أجهزة الحاسب الآلي وبرامج التصميم والطباعة الإلكترونية، انبثق عصر جديد للوسائل، وأدت أربع مراحل تطورا مهما في ميكنة العمل في «عكاظ»؛ المرحلة الأولى تكمن في توفير أجهزة الصف التصويري لتسهم في الطباعة عبر أجهزة حاسب آلي شكلت ثورتها في حينها، في حين تمثلت المرحلة الثانية في الاعتماد على أجهزة الحاسب الآلي بكل إمكانياته وبرامجه؛ لتحقق التطور المثالي في العمل الصحافي، وامتازت «عكاظ» حينها بالأسبقية المحلية للاعتماد على أجهزة الحاسب الآلي لصف المواد وبرامج النشر المتطورة لتصميم الصفحات إلكترونيا مع التوافق بين برامج صف الأخبار وتحويلها إلى ملفات إلكترونية قابلة للمعالجة المتكررة والتطويع والتوافق مع برامج التنفيذ وتصميم صفحات الجريدة، وبناء قوالب إلكترونية تصب فيها النصوص الإلكترونية وتتشكل بناء على رغبة المصمم والمخرج بما يخدم المادة التحريرية إبرازا وتقديما، ويسهل على القارئ والمتصفح مطالعة الصحيفة بطابع التشويق عبر الشكل الإخراجي المتميز وجمال وتنسيق المواد وجودة الطباعة.
أما المرحلة الثالثة؛ فواكبت تطور وسائل الاتصال والتراسل وبوابة الإنترنت التي أسهمت بشكل فاعل في تطور الوسائل الصحافية نحو التواصل مع فروعها المنتشرة في المملكة والعالم على مدار الساعة، وفي تلقي الأخبار خلال دقائق، وفي استلام الصور الحديثة حين التقاطها، كما أسهمت في محتوى أرشيفي عبر محركات بحث الإنترنت للعديد من المعلومات المهمة التي لم تكن لتتوافر في المراكز المحلية مهما عظمت، وبالتالي مكن المراسل أو المحرر الصحافي من تدعيم مادته الصحافية بالمزيد من الحقائق والدلائل مع الإشارة إلى مصدرها.
ولفت مدير عام مؤسسة عكاظ إلى أن تقنيات الاتصال الحديثة مكنت من طباعة صحيفة «عكاظ» في مراكز طبع مختلفة في منطقة الرياض بالتزامن مع الطباعة الرئيسة في جدة، إلى جانب تجربة الطباعة الدولية في كل من لندن والقاهرة وتوزيع الصحيفة في أكثر من 15 دولة متزامنة مع يوم الصدور نفسه. وشملت المرحلة الرابعة الميكنة الشاملة لجميع مراحل العمل الصحافي، وجعل كل محرر عبارة عن محطة بث واستقبال في الوقت نفسه مجهزا بمختلف الأدوات المهنية، بدءا بتحصيل المادة وإنتاجها ومعالجتها عبر أجهزة الحاسب في برامج مترابطة لدورة العمل الصحافي CMS، والاعتماد على غرفة الأخبار المدمجة لتكون منصة الإنطلاق لإصدار الصفحات المتخصصة. تأتي تلك المرحلة بالتزامن مع ظهور وسائل اتصال أكثر تطورا مثل خدمة الـ MMS التي أتاحت نقل الصورة.
وسائل مساعدة
ورأى وليد قطان أن خدمة الإنترنت كانت بمثابة وسائل مساعدة لنجاح الصحيفة، حيث كانت حلقة وصل رئيسة للمراكز والفروع، وعاملا اقتصاديا لتقليص نفقات الحصول على المادة والصورة، ومصدرا معلوماتيا لتطوير وتدعيم المادة الصحافية.
وأشار إلى أن تطور الخدمات التي قدمتها الشبكة العنكبوتية للصحيفة والمؤسسات الإعلامية والتجارية، مكنت المؤسسات الصحافية من تقديم الصحف للجمهور عبر وسيلة سهلة المنال يستطيع عامة الجمهور الحصول عليها واستخدامها، وأقبل المستهلك المحلي على التهامها بشغف.
وعبر وليد قطان عن الأمل في أن يناقش مؤتمر النشر الصحافي مستقبل الصحافة المطبوعة في ظل التطورات التقنية المتلاحقة، ويوفر الدراسات والإحصاءات الموثوقة التي تبين تأثر الصحيفة المطبوعة بسبب الوسائل التقنية.